.
قطع جهاز الأمن الجزائري المرحلة الثانية من تفكيك خلايا تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الجزائر، بعدما نجح في قتل أمير أبرز سرية تابعة للتنظيم شرقي البلاد، وتمكن من تفكيك تنظيم "جند الخلافة" الموالي لـ"داعش"، الذي كان متمركزاً قرب العاصمة الجزائرية. وبات الأمن على أبواب إنجاز المرحلة الثالثة من الخطة الأمنية، الهادفة إلى منع التنظيم من تثبيت أي وجود ميداني له في الجزائر والقضاء النهائي على كل خلاياه.
بعد ستة أشهر من الملاحقة الأمنية، نجح جهاز الأمن الداخلي، في الوصول إلى أمير أبرز سرية تابعة لـ"داعش" في الجزائر، وعليه قضت وحدة خاصة من الجيش مساء السبت، على أمير "سرية الغرباء" لوعيرة نور الدين، المعروف بـ"أبو الهمام"، في منطقة جبل الوحش في ضواحي مدينة قسنطينة التي تبعد 440 كيلومتراً عن العاصمة الجزائر. وأبو الهمام متهم بالوقوف خلف التخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية عدة في المنطقة الشرقية للجزائر. وهو الأمير الثاني التابع لـ"داعش" في الجزائر يتم تحييده، بعد اعتقال الأجهزة الأمنية لمحمد بذراع، المعروف بأبي مصعب، في نهاية عام 2015.
وقبل "داعش" كان أبو الهمام، بائع خضار سابق، قد التحق بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" عام 2008، مباشرة بعد خروجه من السجن الذي دخله في قضية حق عام. في عام 2015، نجحت خلية صغيرة تابعة لـ"داعش" في استدراجه وتجنيده لصالحه، تزامناً مع إعلان مجموعة من المسلحين الانشقاق عن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وتأسيسهم لتنظيم "جند الخلافة"، والتمركز في منطقة البويرة، على بعد 120 كيلومتراً شرقي العاصمة الجزائرية. مع العلم أن الجيش نجح في القضاء على أغلب عناصر التنظيم منذ مارس/آذار 2016.
قبل "داعش" كان أبو الهمام بائع خضار التحق بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"
وخلال عملية السبت الماضي قُتل مرافق أمير "سرية الغرباء" التابعة لـ"داعش"، المدعو بلال وهو من مواليد عام 1983، والتحق بالجماعات المسلحة عام 2005. ومن اللافت أن عناصر "داعش" في الجزائر، أغلبهم التحقوا بالمجموعات الإرهابية في فترة ما بعد إقرار المصالحة الوطنية. وقدّر محللون أن "حداثة سن أغلب عناصر داعش، وضعف تجربتهم في النشاط الإرهابي، ساعد كثيراً أجهزة الأمن الجزائرية في نجاحاتها الأمنية الأخيرة، ومكّنها من الوصول السريع إلى أمير سرية داعش". من جهته، أكد المحلل مبروك كاحي لـ"العربي الجديد"، أن "أمير سرية داعش الذي تم القضاء عليه أخيراً مع رفيقه، وكذلك الانتحاري الذي نفّذ محاولة تفجير مركز الأمن في منطقة قسنطينة في 3 مارس الماضي، وكذلك المسلحين الاثنين اللذين نفّذا عملية اغتيال ضابط شرطة في مدينة قسنطينة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كانوا من العناصر البارزة في التنظيم".
وأضاف أن "العناصر يفتقدون للخبرة، الأمر الذي سهّل على الأمن الجزائري تتبّعهم والقضاء عليهم في ظروف وجيزة، وهم يشتغلون بطريقة العصابات الإجرامية بالتعبير الدقيق، لأنهم يفتقدون للتوجه الايديولوجي الداعشي، تحديداً في ظلّ الإخفاق الكبير لتنظيم داعش في استدراج وتجنيد مزيد من العناصر".
لم ينجح داعش من التمكّن في الساحة الجزائرية
ولفت كاحي إلى أن "تفوق الأمن الجزائري استباقياً في منع تسلل عناصر تحمل هذا الفكر التي تعمل على نشره وتوطينه في الجزائر وتطويق كل محاولات التجنيد ومراقبة وسائط التواصل الاجتماعي، ووعي الجزائيين بمخاطر الانفلات الأمني والتعلم من التجربة السابقة والتجارب المريرة التي تمر بها بعض الدول العربية، ساهم كثيراً في تقويض وجود جدي لتنظيم داعش وتهديد حقيقي للأمن الداخلي للجزائر". وعلى الرغم من البداية الاستعراضية لتنظيم "داعش" في الجزائر، منذ إعلان تنظيم "جند الخلافة" الانشقاق عن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في أغسطس/آب 2014، وإعلان الولاء لـ"داعش" ومبايعة أبو بكر البغدادي، وقيام عناصره باختطاف المواطن الفرنسي هيرفي غوردال في سبتمبر/أيلول 2014، وإعدامه بنفس طريقة إعدامات "داعش"، إلا أن التنظيم لم ينجح في القيام بأية عملية إلى غاية إعلانه في أكتوبر الماضي اغتيال ضابط شرطة داخل مطعم في مدينة قسنطينة، ثم المحاولة الفاشلة لتفجير انتحاري لمركز للأمن في نفس المدينة. واعتبر مراقبون أن "العمليتين الأخيرتين لسرية الغرباء التابعة لتنظيم داعش في منطقة قسنطينة، كانتا إضافة إلى محاولة تثبيت وجود داعش في ساحة النشاط الإرهابي في الجزائر".
ووفقاً للخبير في الشؤون الأمنية أكرم خريف، فإن "داعش يعمل على تجاوز تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي تتمركز أغلب مجموعاته في محور بومرداس وتيزي وزو والبويرة حتى منطقة جيجل، على محور يمتد بطول 400 كيلومتر، تنتشر فيها مجموعات صغيرة تابعة للقاعدة". وأردف في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن "المعطيات الميدانية لم تكن لصالح داعش، خصوصاً أن تنظيم القاعدة استفاد أخيراً من تأييد تنظيم جديد وهو أنصار الإسلام، الناتج عن تحالف ثلاثة تنظيمات تنشط في منطقة الساحل وشمال مالي القريبة من الحدود مع الجزائر، الذي يمثل في الوقت الحالي التهديد الأمني الأبرز بالنسبة للجزائر".
قطع جهاز الأمن الجزائري المرحلة الثانية من تفكيك خلايا تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الجزائر، بعدما نجح في قتل أمير أبرز سرية تابعة للتنظيم شرقي البلاد، وتمكن من تفكيك تنظيم "جند الخلافة" الموالي لـ"داعش"، الذي كان متمركزاً قرب العاصمة الجزائرية. وبات الأمن على أبواب إنجاز المرحلة الثالثة من الخطة الأمنية، الهادفة إلى منع التنظيم من تثبيت أي وجود ميداني له في الجزائر والقضاء النهائي على كل خلاياه.
بعد ستة أشهر من الملاحقة الأمنية، نجح جهاز الأمن الداخلي، في الوصول إلى أمير أبرز سرية تابعة لـ"داعش" في الجزائر، وعليه قضت وحدة خاصة من الجيش مساء السبت، على أمير "سرية الغرباء" لوعيرة نور الدين، المعروف بـ"أبو الهمام"، في منطقة جبل الوحش في ضواحي مدينة قسنطينة التي تبعد 440 كيلومتراً عن العاصمة الجزائر. وأبو الهمام متهم بالوقوف خلف التخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية عدة في المنطقة الشرقية للجزائر. وهو الأمير الثاني التابع لـ"داعش" في الجزائر يتم تحييده، بعد اعتقال الأجهزة الأمنية لمحمد بذراع، المعروف بأبي مصعب، في نهاية عام 2015.
وقبل "داعش" كان أبو الهمام، بائع خضار سابق، قد التحق بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" عام 2008، مباشرة بعد خروجه من السجن الذي دخله في قضية حق عام. في عام 2015، نجحت خلية صغيرة تابعة لـ"داعش" في استدراجه وتجنيده لصالحه، تزامناً مع إعلان مجموعة من المسلحين الانشقاق عن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وتأسيسهم لتنظيم "جند الخلافة"، والتمركز في منطقة البويرة، على بعد 120 كيلومتراً شرقي العاصمة الجزائرية. مع العلم أن الجيش نجح في القضاء على أغلب عناصر التنظيم منذ مارس/آذار 2016.
قبل "داعش" كان أبو الهمام بائع خضار التحق بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"
وخلال عملية السبت الماضي قُتل مرافق أمير "سرية الغرباء" التابعة لـ"داعش"، المدعو بلال وهو من مواليد عام 1983، والتحق بالجماعات المسلحة عام 2005. ومن اللافت أن عناصر "داعش" في الجزائر، أغلبهم التحقوا بالمجموعات الإرهابية في فترة ما بعد إقرار المصالحة الوطنية. وقدّر محللون أن "حداثة سن أغلب عناصر داعش، وضعف تجربتهم في النشاط الإرهابي، ساعد كثيراً أجهزة الأمن الجزائرية في نجاحاتها الأمنية الأخيرة، ومكّنها من الوصول السريع إلى أمير سرية داعش". من جهته، أكد المحلل مبروك كاحي لـ"العربي الجديد"، أن "أمير سرية داعش الذي تم القضاء عليه أخيراً مع رفيقه، وكذلك الانتحاري الذي نفّذ محاولة تفجير مركز الأمن في منطقة قسنطينة في 3 مارس الماضي، وكذلك المسلحين الاثنين اللذين نفّذا عملية اغتيال ضابط شرطة في مدينة قسنطينة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كانوا من العناصر البارزة في التنظيم".
وأضاف أن "العناصر يفتقدون للخبرة، الأمر الذي سهّل على الأمن الجزائري تتبّعهم والقضاء عليهم في ظروف وجيزة، وهم يشتغلون بطريقة العصابات الإجرامية بالتعبير الدقيق، لأنهم يفتقدون للتوجه الايديولوجي الداعشي، تحديداً في ظلّ الإخفاق الكبير لتنظيم داعش في استدراج وتجنيد مزيد من العناصر".
لم ينجح داعش من التمكّن في الساحة الجزائرية
ولفت كاحي إلى أن "تفوق الأمن الجزائري استباقياً في منع تسلل عناصر تحمل هذا الفكر التي تعمل على نشره وتوطينه في الجزائر وتطويق كل محاولات التجنيد ومراقبة وسائط التواصل الاجتماعي، ووعي الجزائيين بمخاطر الانفلات الأمني والتعلم من التجربة السابقة والتجارب المريرة التي تمر بها بعض الدول العربية، ساهم كثيراً في تقويض وجود جدي لتنظيم داعش وتهديد حقيقي للأمن الداخلي للجزائر". وعلى الرغم من البداية الاستعراضية لتنظيم "داعش" في الجزائر، منذ إعلان تنظيم "جند الخلافة" الانشقاق عن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في أغسطس/آب 2014، وإعلان الولاء لـ"داعش" ومبايعة أبو بكر البغدادي، وقيام عناصره باختطاف المواطن الفرنسي هيرفي غوردال في سبتمبر/أيلول 2014، وإعدامه بنفس طريقة إعدامات "داعش"، إلا أن التنظيم لم ينجح في القيام بأية عملية إلى غاية إعلانه في أكتوبر الماضي اغتيال ضابط شرطة داخل مطعم في مدينة قسنطينة، ثم المحاولة الفاشلة لتفجير انتحاري لمركز للأمن في نفس المدينة. واعتبر مراقبون أن "العمليتين الأخيرتين لسرية الغرباء التابعة لتنظيم داعش في منطقة قسنطينة، كانتا إضافة إلى محاولة تثبيت وجود داعش في ساحة النشاط الإرهابي في الجزائر".
ووفقاً للخبير في الشؤون الأمنية أكرم خريف، فإن "داعش يعمل على تجاوز تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي تتمركز أغلب مجموعاته في محور بومرداس وتيزي وزو والبويرة حتى منطقة جيجل، على محور يمتد بطول 400 كيلومتر، تنتشر فيها مجموعات صغيرة تابعة للقاعدة". وأردف في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن "المعطيات الميدانية لم تكن لصالح داعش، خصوصاً أن تنظيم القاعدة استفاد أخيراً من تأييد تنظيم جديد وهو أنصار الإسلام، الناتج عن تحالف ثلاثة تنظيمات تنشط في منطقة الساحل وشمال مالي القريبة من الحدود مع الجزائر، الذي يمثل في الوقت الحالي التهديد الأمني الأبرز بالنسبة للجزائر".
تعليقات
إرسال تعليق